top of page

. Ελληνική μυθολογία \\ المِيثولوجيّا الإغريقية


تُعتبر الميثولوجيّا الاغريقية او اليونانية، هي أُم لكل الميثولوجيات الموجودة هُناك في العالم، وقد تجد قصصاً كثيرة منها نُسخت لحضارات اخرى، وتجد وقعها الى الآن يُحيط بنا من كُل جانب، لكن سأدع الكلام هذا لوقتٍ لاحق، انت هُنا لتعرف بالتأكيد ما هي اصلاً الميثولوجيّا وكيف كانت في البدء؟

 

أصل الكلمة | Etymology:

الميثولوجيا تعني عِلم دراسة الاساطير، (ميثوس) تعني اساطير، (لوجيّا) تَعني دراسة، تُعنى بدراسة الاحداث الطبيعية والغير طبيعية، والحضارة التاريخية لمكان او فئة من الناس، واخبارهم وقصصُهم.


الميثولوجيّا الاغريقية جاءت كمحاولة لتفسير ظهور الحياة على الأرض، وللكشف عن سبب الكوارث والظواهر الطبيعية، التي وجد الانسان القديم نفسه عاجِزاً عن تفسيرها وفهمها، ولتحديد مكان الإنسان في هذا الكون المُحيط. فكانت خلق الأساطير اول خطوة يخطوها الإنسان في فهم ذاته والكون، وبالتدريج تكونت مُختلف القصص والحكايات التي ولدت لتُصبح ملاحم مشهورة وشِعر عريق تمتاز به الميثولوجيا الاغريقية، كان يُنشدها شُعراء كـ “فيرجل” و”اسخيلوس” وسوفوليكس” الذين بنوا تراجيدياتهم على مواد مُستسقى من الحكايات القديمة للآلهة والابطال لليونان، ولعّل اشهرها هي ملحمتا؛ الاوديسة والالياذة.

 أصل العَالم | Cosmology:

في البّدء لم يكن هُناك سوى الفراغ السرمدي، والخواء الأبدية وكانت تُدعى (كاوس) كانت الحياة تكمن فيها، وكانت هي بداية العالم وبداية تكوين الآلهة، من الخواء المظلم جاءت (جايا ؛ الأرض) و(أورانوس ؛ السَماء) جايّا هي الأرض المُعطاة الحنون، تهب الحياة لكُل من يعيشُ عليها، اورانوس السماء الزرقاء الصافية، امتدت فوق الأرض والسماء. ثم جاء (ايريبوس ؛ الظُلمة) و(نِكس ؛ اللّيل) وعلى عَكس نِكس، ظلّ ايريبوس في ذلك الخواء والفراغ السرمدي الابدي، على عَكس نيكس التي جاورت اخوتها.


تزوج (أورانوس) (جايا) وانجبا اول مولودٍ لهما، (اوشيانوس ؛ المُحيط) ومياههُ الجارية التي تُحوط بالأرض وتحميها. ومِن بَعده اتى (ايثير) لا يستطيعُ ايّ فانٍ ان يتنفسه، فهو الفراغ المحيط بالفضاء ووحدها الآلهة تستطيع ان تتنفسه. يليه (آير ؛ الهواء) الغِلاف المُحيط بالكرة الأرضية وهو لكُل فانٍ ومخلوق حيّ على جايا الأرض.


وانجب كُلاً مِن (أورانوس) و(جايا) آعراق مُختلفة وهُم الـ (عَمالقة) وكانوا يتصفون بالقوة المطلقة وحدها. وهُم؛ ييجس، برياريس، وكوتوس. يُطلق عليهم اسم (هيكاتونشير) لأن كُل واحدٍ منهم يمتلك ألف ذراع وخمسين رأساً، بقوتهم يستطيعون هزّ الأرض وتكوين الزلازل الأرضية. العِرق الآخر هم والـ(الجبابرة) وكانوا اِحدى عَشر في العَدد، بالاضافة لقوة اجسادهم وضخامتها، كانوا يتمتعون بالذكاء الحبكة على عَكس إخوتهم العمالقة، وهُم (أوقيانوس، سيوس، كريوس، كرونوس، ريّا،  تيثيس، ثيّا، فيبي، يابيتوس منيموسيني، هيبيريون). بالإضافة للعَمالقة ذوات العين الواحدة اسمهم (السايكلوب).

أورانوس السَماء الشامخة العظيمة شَعر بالخوف مِن قوة العَمالقة وشعر بالتهديد لمنصبه كحاكم الكون، فألقى بالعمالقة الى (تارتاروس ؛ الجحيم) الفوهة والظلام والعذاب الأبدي ؛ ليرتاح منهم للأبد. جايّا الأم الحنون شَعرت بالحزن على اطفالها فسلطت الجبابرة على والدهم وعلى رأسهم (كرونوس) الذي وبمساعدة واخوته تغلبوا على والدهم ومِن دماءه تكون عِرقُ وحشيُ آخر يُدعوا بالعالقة ومعاً ألقوا به في تارتاروس، لعن أورانوس ابنه كرونوس ووعدهُ بمصيرُ يُشابهه.



Κρόνος | كرونوس






تَزوج كرونوس مِن اخته (ريّا) وبسبب خوفه من وعيد ولعنة والده، طلب من ريّا ان تُحضر له ما تلد من ابناء. فكان يبتلع كل طفلٍ تُؤتيه اياه ؛ ليسلَم باله مِن تولي احداً غيره الحُكم، ابتلع 5 منهم الى ان طفح كيل ريّا وهم؛(هستيا، ديميترا، هيرا، هاديس، بوسيدون) لم ترغب ريّا في فُقدان ابنٍ آخر لها. فرحلت بناءً على نصيحة والديها (أورانوس) و(جايا) الى جزيرة (كريت) وهُناك انجبت ابنها(زيوس) واخفته عن ابيه مُتعطش الدماء، ولفت صَخرة بملاءات وقِطعٍ من قُماش فأبتلعه (كرونوس) ظناً منه انه ابنه.







ترعرع وشاب (زيوس) في جزيرة كريت وحرصا على رعايته الحوريتان (إيدا، وأدراستيا) وكانا يُرضعانه من حليب الماعز. وكان في كُل مرة يبكي فيها الصغير زيوس كان (الكوريت) الذين يحرسونه -يقرعون بدروعهم وسيوفهم المغارة كي لا يسمع صوتهُ اباه فيحل له ما حل لإخوته.


شبّ زيوس ونشأ وتمرد على والده، فقد اتحد العمالقة مع كرونوس ضّد زيوس، وشبت معركة عظيمة لكن السايكلوب اتوا لنجدة زيوس وصنعوا له الصواعق والبراق، استمرت المعركة لفترةٍ طويلة ولم ترجح كفة ايّ من الفريقين، لكن زيوس استدعى الـ(هيكاتونشير) من جوف الأرض ومعاً هزموا كرونوس والعمالقة، والقو بهم في تارتاروس السوداء، يحرسها الـ(هيكاتونشير) ذو الف ذراع. واستعاد زيوس اخوته من جوف والده كرونوس.


لم يَنتهي الصراعُ هُنا، فقد غضبت جايا الأرض لقسوة زيوس على ابناءها وتزوجت من تارتاروس الجَحيم ومعاً انجبا، اسوء وافظع وارعب المخلوقات وهُو الـ(تايفون) وحش عظيم ذو مئة رأس، وعلى الرغم من هزيمة زيوس قاذف الصواعق عليهم، الا ان انين زمجرته لا يزال يُسمع من باطِن الأرض مهددةً زيوس وكل من يعيش على الأرض بفناء النعيم، وسيل الدماء كالأنهار.


انقسم الحُكم في الأرض بين (زيوس) اله البرق والصواعق وحاكم السماء، وبين (بوسيدون) حاكم البحار والمُحيطات ومٌزلزل الأرض، وبين (هاديس) اله العَالم السُفلي وتارتاروس الجحيم واله الأرواح والموت. على الرُغم من تقسيم الحُكم بينهم الا ان زيوس كان هو حاكماً على كل ما في الارض والكون، ما عادا العالم السفلي فالحكم لهاديس كُلياً.



Mount Olympus | جَبل الأُولمب


قَد تتساءل اين تَعيش هذه الآلهة، أهي في ذات الأرض التي نحنُ عليها؟ ام انهم في سماء مُرتفعة على عَرشٍ من نجوم وافلاك مُتطايرة؟ ولإجابتك؛ انهم يعيشون في جبل عالٍ في اليونان العريقة، حيث يكمن فيه عَرش (زيوس) والاثنا عَشر أُولمبيان الذين سيأتي ذكرهم فيما بَعد بالتفصيل. وهُم (زيوس، هيرا، بوسيدون، ابولو، ديميترا، افروديت، أيريس، أثينا، هيفاستوس، أرتيمس، هيرميس، دايونيسيس) هؤلاء هُم الاثنا عَشر اولُمبيان الذين يسكنون جبل الأولمب، وعلى الرُغم من كون (هاديس) اخاً لزيوس وبوسيدون؛ الا انه لا يسكن جبل الأُولمب ولا يُعتبر من الاثنا عَشر اولمبيان، وسيأتي ذكره في وقتٍ لاحق هو ومملكته في العالم السُفلي.


في جَبل الأُولمب لا يوجد مَطر ولا ثلج. لا يعرف الجَبل سوى صيف بهيج دائم. تَحت غيوم هذا الجبل هي الأرض حيث يحل الشتاء والخريف، حيث يزورها الحُزن والفرح. ومِن الأُولمب يُرسل (زيوس) وبقية الآلهة عذابهم، حكمهم وبهجتهم للبَشر والأرض. يحرس جبل الأولمب (الهورات) 3 حسناوات يقمن برفع الغيوم من على الجبل عند نزول ايّ من الآلهة واخفاءه مرةً أُخرى.

مملكة الأُولمب


  زيوس ؛ جوبيتر ؛ Ζεύς



زيوس ؛ السماء. حاكِم البشر وكل ما في الأرض والسماء، القوي مُحدث البرق والرَعد، ملك الآلهة، حامي النِظام وراعي الأمن والسّلام -او هكذا نتمنى- يجري حُكمه على كل من في الأرض والسماء ما عادا ربات القَدر اللاتي ينسُجن قدر كُل مخلوق وبقص من مقصهم ينهين قدرهم ومعه حياة المَخلوق.


طعام زيوس وبقية الآلهة هو (الفالوذ) والرحيق الإلهي (النِكتار)، الذي يُعتقد انك ان شربت او تذوقت منهما قيد انملة لن تستطيع ان تذوق حلاوة ايّ طعام فانٍ آخر، وان كُلا من الفالوذ والنِكتار يتغير طعمهما على حَسب ما تشتهي نفسُك

يصور الفنانون والعديد من الشُعراء زيوس في صورة رجل فارِع الطويل ذي المهابة، وله شعرٌ ولحيةٌ مجعدة، في احدى يديه يقبض بعنقود من الصواعِق التي تم صُنعها له من قِبل الـ(السايكلوب) التي تكلمت عنها مسبقاً، والتي تُعتبر سلاحه الأخاذ، وبيده الآخرى تمثال النصر، على كاهله يلقون عباءة مِن المخمل، وعلى صدره درع من السحاب الداكِن، وموطىء قَدمه الكون كُله.


لزيوس العَديد من القِصص والمُغامرات، والتي سأتحدث عنها ايضاً في تدوينات لاحقة، لعل اكثر ما يشتهر به زيوس بَعد صواعقه، هو كونه زير نِساء، فعلى الرُغم من زواجه بـ(هيرا) اجمل الجميلات، وزوجته المُخلصة، كان زيوس دائم اللهو مع حوريات الأرض، او نساءها، ودائماً تحل عليهم لعنة (هيرا) بسببه وغضبها وغيرتها الشديدة عليه، مما يجعله يتشكل ويغير من هيئته لكيّ لا يكتشف امره احداً حتى معشوقاته نفسهم؛ مما أدى لوجود العديد والعديد من اطفاله، البعض آلهة ان كانوا من اُم آلهة، والبَعض نِصف آلهة ان كانوا من ام بشرية او حُورية.


  بوسِيدون ؛ نيبتون ؛ Ποσειδώνας



بوسيدون ؛ المَاء. عميقاً في لُج البحر ينتصب قصره الرائع المكتف باللآلىء والأحجار الكريمة، شقيق زيوس مُثير الزلازل والبراكين على الأرض وحاكِم البحر وكل ما فيه، يعيش مَع زوجته الجميلة (أمفيتريت) التي اختطفها من والدها بَعد ان رأها تلهو على شاطئ البَحر ووقع في عِشقها.


 حين ينطلق بوسيدون بمركبته تجرها خيول البَحر الرائعة، فإن الأمواج المصطخبة تفتح الطريق لسيدها، وينطلق بسرعة عبر البحر الرحب، ومِن حوله تمرح الدلافين، وتخرج الأسماك من أعماق البَحر وتُرافق مركبته. وحين يُلوح بحربته الرهيبة مثلثة الرؤوس ترتفع امواج البَحر عالياً تُغطيها الرغوة البيضاء.


درج الفنانون على تَصوير بوسيدون كرجُل متوسط السِن، فارع الجِسم، مهيب، يُداعب الهواء شعر رأسه الناعِم ولحيته، يلبسُ تاجاً من أعشاب البَحر، قابضاً حربة ذات ثلاث شُعب، له عينان تصفوان فيصفو البَحر، وتشتدُ زرقته، ثم تعتكران فيموج البَحر ويهيج؛ ويكن ظلمات من فوقها ظُلمات، وتنقذب مكنونات الأعماق.


بوسيدون مَع هاديس مِن افضل الهات في الميثولوجيا الاغريقية بالنسبة ليّ، حاكِم البَحر ومُسير الامواج، ومع قصره الباذخ، والحوريات يُحطن به، اكاد ارى فليم (الحورية الصغيره) يتجسدُ امامي، وتغمرني الرغبة بالتوقف عن الكتابة ومُشاهدته، ان كان هناك شيء اُحبه بعد الكتب والميثولوجيا فهو البَحر وكل ما يسكنه من بَديع صُنع الله.


  هَاديس ؛ بلوتو ؛ άδης



هَاديس ؛ المَوت. عميقاً تَحت الأرض يحكم هاديس الكئيب، الذي لا يرحم، اخ زيوس وبوسيدون. أرض هاديس السفلى لا تنفذ اليها اشعة الشمس الساطعة ابداً. انها هوة سحيقة تقود من سَطح الأرض الى مملكة هاديس الحزينة، وفيها تجري الأنهار التي تقود الأرواح لأعماق المملكة، يجلس هاديس على عرشٍ ذهبي مع زوجته (برسيفون) التي ايضاً خطفها من احضان والدتها واخته (ديميتر) وقصة خطفها جميلة، سيأتي في ذكرها في وقتٍ لاحق.


في العالم السُفلي تتدفق مياه نَهر (ليثية)، التي تَهب النسيان لكل ما هو ارضيّ. وعبر الحقول الكئيبة لمملكة هاديس، المملوءة بأزهار الأسفوديل الكئيبة، يندفع أشباح الموتى الخفيفون، الذين لا جسد لهم، وبهدوء يتردد أنينهم الشبيه بحفيف الأوراق الذابلة.


لا خروج لأحد من العالم السُفلي لأن كلب هاديس المُخلص وحيوانه الأليف (سيربيروس \ كيريبيروس) الذي يقف على حراسة المدخل، و(شارون\كارون) العجوز القاسي، الذي ينقل أرواح الموتى في قاربه المُهترئ، لأعماق المملكة الكئيبة التي لا خروج منها.


على الرُغم من ان هاديس معناه ؛ ربُ النعم او الباطن الذي لا تراه العيون، وبالرغم من انه رب النعيم فهو موصوف بالشره وبأنه كُلما وجد على ظهر الأرض خيراً جذبه إليه ليكون عند في داره، وهذا رمز الفناء. كل شيء وذهابه الى بطن الأرض ؛ ليَعود منها في الربيع شيئاً جديداً وحياة جَديدة. الكلام في هاديس وممَلكته يطول، خصوصاً كونه احد المفضلين عندي كما سَبق ان قُلت، لكن نعم، في تدوينة خاصة به لاحقاً.



هيرا ؛ جونو ؛Ήρα



هيرا ؛ قُدسية الزواج. معنى اسمها هو؛ الهواء الأزرق، الضوء السماوي.

اُخت وزوجة (زيوس) حامية الزواج والساهِرة على قُدسيته، تجلس دائما بجوار زيوس على العرش الذهبي، هيرا مِثل زيوس لها حُكم على الأُولمب وعلى الصواعق والسماء والأمطار


لهيرا او جونو الرومانية العديد من الألقاب والأعياد التي اضافها لها الرومانيون، فهي حامية النساء جميعاً، جونو ناتاليس التي يلتمس اعوانها اعباء ميلادهن، وهي جونو جوجالس التي يتبركن بها عند زواجهن وغيرها من الاسماء والأعياد المشهورة في الحضارة الرومانية


تُصور هيرا بشعر متوج منسدل تحت اكليلها، مرتدية ثوب فاخِر من صُنع (اثينا ؛ الهة الحياكة) نفسها. ان الرائحة الزكية تعبق بالأرض عندما تمر هيرا منها وكل ما هو حيَ ينحني اجلالاً وتقديراً لملكة الأُولمب


تشتهر هيرا بغيرتها الشديدة على زوجها، كونها آلهة الزواج فهي تؤمِن بقدسيته وتحترم زوجها ومخلصة له، على عكس زيوس طبعاً فهي يُحب الجمال، وما يلبث الا ان يروح يتزوج وينسل من كل ما تقع عيناه عليه، مسبباً كما قُلت احلال لعنة هيرا على ايّ من نساءه وفي ذلك قصص كثيرة، سنذكرها لاحقاً

  ديميتر ؛ سيريز ؛ Δήμητρα



ديميتر ؛ الزرع. ربة الزراعة والخضارة. تهب الخصب لأرض، وبدون قوتها فلا زرع سينبت. اخت زيوس، ولعل اشهر ما يمكنني قوله عن هذه الآله هي قصة اختطاف (هاديس : اله الموت) لإبنتها الجميلة برسيفون، والتي سببت تكون الفصول السنوية، وفي ذلك قصة طويلة وجميلة للغاية، وللأسف ليست التدوينة التي ستُذكر فيها. ويقال إن العبادة لها يزيد من منتوجات المحاصيل وأنها إذا غضبت تفقد الأرض خصوبتها ولهذا كانوا يحرصون على إرضائها.


  أبولّو ؛ أبولّو ؛ Απόλλων



ابولو ؛ الشمس ؛ الموسيقى. ولد ابولو في جزيرة (ديلوس) مع اخته (ارتيميس)، التي اتخذ زيوس من امهما (ليتو) معشوقة وانجب منها ابولو وديانا، وطفقت الربة هيرا تٌطاردها حتى لعنتها بتنين يُلاحقها لآرجاء العالم، وما لبث ابولو حتى اراد ان ينتقم ويُخلص والدته فقضى على التنين بسهام من قيثارته المشهور بها، فأقام الناس له معبد يتعبدون فيه في دلفي المقدسة، ووضع هُناك عرافة تتنبأ عن طريقه بمشيئة والده زيوس.


هو اله للشمس، الطب، الموسيقى والشعر وسائر الفنون الجميلة. ابولّو في الاساطير اليونانية مثال الإله الخائب في مغامراته الغرامية دائماً وفي ذلك اشهر اسطورة هي حُبه لدافني وتحولها لشجرة وتُعتبر من اجمل القصص وأروعها في التصوير الفني والتمثالي.


اغلب الصور والتماثيل التي تُصور ابولو يحمل اكليلاً من الغار او قوساُ او قيثارة في يده.


 آرتيميس ؛ ديانا ؛ Άρτεμις



ارتيميس ؛ الصَيد. ولدت الربة آرتيميس في الوقت نفسه التي ولد فيها اخوها (ابولو) وكان الحب الصادق النزية يجمع ما بين الأخوين. كانت ارتيميس تتعهد بالرعاية والعناية لكل ما يعيش على الأرض، وينبت في الغاب والحقول. كما كانت تسهر على الناس وعلى قطعان الماشية والوحوش البرية، وهي تبارك الولادة والزواج، وتسهر على نمو الورد والشجر.


هي مثل النهار الصافي، تصطاد بمرح في الغابات والبراراي التي تستحم تحت الشَمس، ولا يغادر القوس والرماح يديها المقدستين، لأرتيميس حاشيتها من الفتيات والربات التي يتبعناها ويقتدين بها. يصورها الفنانون كغادة ميساء وعلى رأسها المعقوص هلال صغير تلبس لباس الصيد القصير الخاص بها، ومعها قوسها وكنانة اسهمها.


أفروديت ؛ فينوس ؛ Αφροδίτη



أفروديت ؛ الجمال ؛ الفجر ؛ السِحر. وافروديت معناه المولودة من الزبد، أي زبد البَحر ثمة رواية ان مَولد افروديت كان على صدفة كبيرة طفت على وجه البحر فدفعها (زفيروس ؛ رب النسيم) يدفعها ويهدهدها حتى بلغ بها شاطئ جزيرة كوثيرا، تلقاها سرب من عرائس البحر وشرعن في تربيتها مع مجموعة من النيرييد والحوريات.


لم تكد افروديت تمس رمال الشاطىء بأصابع قدميها الجميلتين حتى سجد الكون جميعاً، وسُحرت الكائنات كلها، افروديت ذات الشعر الذهبي المتموج الذي يستقر كالتاج على رأسها، لا حيلة لأيٍ كان في تجنب سلطتها. لكن افروديت نفضت قطرات الماء من شعرها وأومأت الى موكبها وبدأت رحلتها الى الأولمب.


هيفايستوس ؛ فولكان ؛ Ήφαιστος



هيفايستوس ؛ الحِدادة. رب النار واله الصناعة والحدادة. ابن زيوس وهيرا، ضعيف الجسم واعرج الساقين ؛  واختلفت الروايات في السبب بعضها تقول انه بسبب رميّ زيوس له من جبل الاولمب حتى الارض فدُق عنقه واعوجت عِظامه واصبح مشوهاً للأبد لا ترضى به ايّ فتاة ولا تنظر ناحيته، والبَعض يعتقد انه عندما رأته اُمه هيرا صُعقت من قُبحه ورمت به الى الأرض البعيدة.


يسكن في جبل الأُولمب في مشغله الخَاص حيث يمضي فيه جّل وقته. هيفايستوس -المُنكب على العمل في مشغله، وقد بلله العرق، واسود كله من الغبار والسخام يصنعُ اسلحةً لا تُقهر، الحُلي الذهبية والفضية، الأقداح والأكواب. ومِن بين الجميع كان زوجاً مُخلصاً للوحيدة (افروديت) التي تشمئز منه.


درج الفنانون على تصوير هيفايستوس كرجل قميء الجسم، مكتنز العضل، احدى رجليه أقصر من الأُخرى، له شعر اكرت محلق، يلبس ثوب قصير تغطيه مريلة، وفي يديه مطرقته وبعض عدد الحِدادة.


  هيرميس ؛ ميركوري ؛ Ερμής




هيرميس ؛ الرسول. اسمه يعني نسيم صبحية من صُبيحات الصيف، ابن زيوس ومايا -احدى معشوقاته- وقد جعله رباً للرياح جميعاً ثم عهد اليه بأعمال اخرى كبيرة، منها الذهاب بأرواح الموتى الى مستقرها ؛ ولأنه رب الرياح فقد ابتكر الموسيقى، وهل الموسيقى الا انفَاس الرياح وآهاتُها ؟


لعلّ ابرز ما يخطر بالبال عند  ذكر هيرميس هو انُه سُرعان ما ولِد لم تمض سوى سويعات حتى شبّ عن الطول واكتمل بناءوه وتمت بُنيته، فهو آله السرعة والرياح حيث جعله ابوه رسولاً للآلهة يسفُر بينهم في عظائم الأمور، لكي تُضاعف الآلهة سرعته زودوه بنعلين مجنحين اطلق عليهما اسم (تالاريا) وطاقية مجنحة على رأسه تُدعى (بيتاسوس). تعدد ألقابه ووظائفه فهو رب الفصاحة والتجارة، راعي المسافرين، حامي الرُعاة، يسوق الأحلام وارواح الموتى.

آيريس ؛ مارس ؛ Άρης



آيريس ؛ الحَرب. ابن زيوس وهيرا، اله الحرب. قلب آيريس شرس لا تسُره سوى المعارك الطاحنة وهو يتحرك وسط قعقعة السلاح وصُراخ وأنين المُقاتلين. لو لم يكن آيريس ابن زيوس لقذف به في تارتاروس الجحيم منذ عهدٍ قديم. اسمه مُشتق من اسم الإله الهندي (ماروتس) ومعناه المُحطم او الطحان، ولكن زيوس عدل عن ذلك وجعله رباً للحرب وآلامها.


ومع هذا فقد اشتهر بعلاقته السرية مع اخته (افروديت) زوجة هيفايستوس رب الحِدادة، وانجب منها ثلاثة ابناء (كيوبيد، هرموت، وانتيروس)، وفقط كونه آله الحرب لا يجعل النَصر حليفاً له دائماً فكثيراً ما يُهزم من أثينا آلهة الحياكة والحِكمه.


أثينا ؛ مينيرفا ؛ Αθήνα



أثينا ؛ الحياكة ؛ الحكمة. في يومٍ ِن الأيام أحسّ زيوس بألم قاتلٍ في رأسه، حاول ان يجد علاجاً له لكنه لم يستطع، فدعا الآلهة جميعاً وكان يبكي امامهم كالطفل ؛ من هول ما يجده من وَجع‘ ثم طلب منهم ان يجدوا عِلاجاً له، وقد حاول كُلٌ منهم ما حاول، لكن دون جدوى، فلما ضاقت عليه السماء صرخ يُنادي ابنه (هيفايستوس) وامره ان يفلق رأسه بمطرقته ويريح اوجاعه. انهال هيفايستوس على رأس أبيه فشطره بضربةٍ واحدة.


وبدلاً من ان يقضي على الربّ الأكبر، يجد ان اباه قد هدأ، واستراح من آلامه، ويرون عذراء رائعة الجمال تامة النمو تثب من رأس سيد الأولمب مستوية على قدميها، وقد لبست أبهى لِباس، وتسلحت بعدة حربية كامله وتَبتسم، هبّ سيد الأولمب واقفاً وهو يصيح ويحتضن ابنته: “بالاس أثينا، بالاس أثينا، ابنتي ومُخ دماغي.” وهكذا اتت اثينا الى العالم، مع العِلم بوجود اختلافات في الروايات لمولدها.


فهي ربة الحِكمة، وربة السّلام، وربة الحرب الدفاعية، وربة الحياكة من غزل وتطريز. وتحمي ابطال الإغريق وتُسدي اليهم النصائح الحكيمة وتمد لهم يد العَون وتحمي المُدن والقِلاع واسوارها.


دايونيسيس ؛ باخوس ؛ Διονύσιος



دايونيسيس ؛ الخَمر. انجب زيوس قاذف الصواعق مِن (سيميليه) ابنه دايونيسيس، لكن الربة هيرا كانت تكره سيميليه فأرادت اهلاكها، فأقنعتها  هيرا بأن تطلب من زيوس ان يظهر لها بكل عظمته وبكامل روعته، فلم يردها خائبة فظهر لها والصاعقة الساطعة تتلألأ في يديّ زيوس، واحترق كل شيء بسبب صاعقة زيوس وتمايل كل شيء وتداعى. وسقطت سيميليه على الأرض فزعاً ؛ حينها انجبت دايونيسيس وكان ضعيفاً وغير قادر على الحياة.


لكن هل يمكن لأبن زيوس ان يموت ؟ وبتلويحه من معصم رب الصواعق نما من الأرض من جميع الجهات لبلاب أخضر كثيف، حمى الطفل من النار، فأخذه زيوس وخبأه في فخذه وفي بدن زيوس ترعرع دايونيسيس واصبح قوياً، وولد للمرة الثانية من فخذ قاذف الصواعق.



 

نصل هُنا لنهاية حديثنا. ان عالم الميثولوجيا الإغريقية بحر، بل مُحيط من الجمال والقِصص والعِبر التي ستأخذ مني اكثر من 17871 حرف لتلخيصها، وان شاء الله لن تكون آخر تدوينة عن الميثولوجيّا الإغريقية بل هي بداية تعريفية بسيطة حيثُ تُساعد المبتدئ في فهم العالم بشكل افَضل في تدوينات لاحقة.


اُريد ان الفت انتباهك لأمر. لا، انا لا أؤمِن بهذه الأساطير ولا اعتقد ان الكون بعظمته وبديع صُنعه سيكون تحت رحمة ليس آله واحد ولا اثنين بل آلآف وآلآف الآلهة وانصاف الآلهة الذي يريد كُل واحدٍ منهم بغطرسته وتكبره ان يحكم هذا الكون والعالم كما يشاء. انا لا أؤمن الا بالله سبحانه، وتعالى هو عن كل هذه الخُرافات والأساطير، التي وان فكرت فيها ما هي الا محاولات يائسة من القُدامى في فِهم هذا الكون والذي ضاقت بهم الأفق ان يفهموه ويحاولوا استيعابه.


اتمنى بحق ان تكون قراءتك مُمتعة، ولنا لقاءات كثيرة مُستقبلية عن هذا العالم واشهر قصصه ومخلوقاته الأسطورية بالإضافة لمغامرات الأبطال وشجاعتهم.


ستجدُ هُنا الشجرة العائلية للميثولوجيا الإغريقية كي تُساعدك في رحلتك لإكتشاف العالم.


 

المصادر:

- الآلهة والأبطال في اليونان القديمة

- اساطير الحُب والجمال عن اليونان – المجلد الأول

- The Myths and Legends of Ancient Greece and Rome




89 views0 comments
Post: Blog2_Post

Subscribe Form

Thanks for submitting!

bottom of page