top of page

رَاچناروك // هَلاك الآلِهة.

مرحباً،

استِكمالاً لسلسة تدوينات عَن الميثولوجيّا الإسكندنافية، وجدت انه مِن المُناسب اكمال السلسلة بذكِر نهاية الدائرة الإسكَندنافية وهو يَوم (Ragnarök) او اليوم الذي تَهلك فيه الآلهة وتنتهي ايامُهم. اعتقد انك تتساءل في نفسك اين قرأت او رأيت هذا الإسمَ مِن قبل، حسناً .. انهُ الفليم الجديد لسلسلة أفلام ثور للممثل (كريس هيمسورث)، تستطيع مُشاهدة التريلر مِن هُنا، وفي حال لم تُشاهد الأفلام، ما الذي تنتظره؟


قد تَود العودة لتدوينات سَابقة قبل البدء بقراءة هذِه التدوينة، فقط لتُكّون صورة مُجملة عن الكون ككل. أصل نشأة الكَون وأشهر الآلهة والمِخلوقات.



 


كانت النبوءات والأحلام الميتة تتنبأ بسقوط الكون وآلهتها وإلهاتِها لكن احداً لم يُلقِ لها بالاً. عندما تحققت أول هذه الأحداث النبوية – قَتل الإله الحبيب (بالدور) من قِبل (لوكي) وتوجهُهِ إلى العالم السفلي – كان على الآلهة مواجهة حقيقة أنها لم تعد قادرة على الهُروب من مصيرهم المأساوي. فأعدت واستعدت لهذا اليوم بِقدر ما تستطيع. استغرق (أودين) قدراً كبيراً مِن الوقت والإهتِمام في اختيار أقدر المُحاربين للإنضمام إليه في المعركة النِهائية ضد عمالقة المُلتهمة للعالم. ولكن، في أعماقهم، كانوا يعرفون أن كل أعمَالهم اليائسة ستذهب سُدى.



في ميدغارد، عالم الحضارة الإنسانية، تخلى الناس عن طُرقهم التقليدية، وتجاهلوا روابط القرابة، وغرقوا في عدمية ضالة لا طائل منها. ولكن الآلهة لم تكن بريئة تماماً من هذه التُهم نفسها. لقد قاموا بكسر القسم وأقصروا من توقعاتهم لبعضهم البعض في مناسبات عديدة. جاءت ثلاثة أشتيّة على التوالي مع عدم وُجود صيف بينهم، تهادى موسم مُدمر من الظلام والبرد الذي اُطلق عليه اسم فيمبولوينتر (“الشتاء العظيم “).



في النهاية، النِصف إله (لوكي) وابنه، الذئب الرهيب (فنرير)، اللذين كانا مُقيدين بالسلاسل – لمنعهما من إلحاق المزيد من الدمار في العوالم الِتسعة-، تحررا من أغلالِِهما وانطلقا يقومان بما كانت الآلهة التي سجنتهُم يخشون. بدأوا (يجدراسيل)، شجرة العالم العَظيمة التي تحمل التِسعة عوالم في فروعها وجذورها تَرتَعش.



كان (هيمدال)، حارس حصن الآلهة، (أسغارد)، أول من رصَد جيشاً هائلاً مِن العمالِقة تتوجه إلى المعقل السماوي. وكان من بين الكُتلة الرهيبة صديق الآلهة المُتقلب، (لوكي)، على رأس السفينة ناجلفار (“سفينة الموتى”). هيمدال نَفخ في بوقِه غالارهورن (“مدوية القرن”) لِتنبيه الآلهة، الذين كانوا بلا شك قلقين ويائسين.



انطلقت العمالقة فِي تَدمير مسكن الآلهة وكامل الكون جنباً إلى جنب. (فنرير)، الذئب العظيم، ركض في جميع أنحاء الأرض بفكِه السُفلي على الأرض وفكِه العلوي في السِماء، لإبتِلاع كُل شيءٍ بينهُما. حتى الشمسَ نفسها تم سحبها من ذَروتها وإلى المعدة الوحشية للذِئب.


(سورت)، وهو عِملاق يحمل سيفاً مُشتعلاً، اجتاح الأرض بسيفِه ولم يترك سُوى جَحيم في أعقابه.



ولكن، مِثل أبطال المَأساة اليونَانية، خاضت الآلهة بِبراعة إلى النهاية. (ثور) وثُعبان البَحر (جورمونغاند) قتلا بعضهُا البَعض، كذلِك فَعل (سورت) والاله (فرير)، وبالمِثل (هيمدال) و(لوكي). وقد سقط كل من (أودين) و(تير) ضحية لـ(فنرير) (ويسمى في بعض النصوص بـ “غارمر” )، الذي قَتله بعد ذلك (فيدار)، ابن (أودين) ومنتقمُه.





في النهاية، في الانعكاس النهائي لِعملية الخَلق الأصلية، غرقت الأرض المُدمرة مرةً أخرى في البحر وتلاشت تَحت الأمواج. خيّم الظلام المِثالي والصمت في الفراغ المُناهض للكونية، و (جينونغاغاب) عاد مرةً أخرى.



ولكن هذا العَصر من الموت والرَاحة لم يدوم إلى الأبد. انبِثقت الأرض مرةً أُخرى من المُحيط. اد (بلدور) من العَالم السُفلي، وأصبحت الأرض المُظللة أكثر خِصبة وإثماراً مّما كانت عليه مُنذ إنشائها في المرة السابقة. زوج الإنسان مُجدداً، (ليف) و(ليفثراسير) كانا يُدعان، الشبيهان لـ (أسك) و(إمبلا) في السرد الأصلي للميثولوجيّا، استيقظا في العالم الأخضر. والآلهة أيضاً، عادوا واستأنفوا أعمالهم.


لوحَة بِعنوان (بَعد راجناروك – After Ragnarok).




 


شكراً لِقراءتكم، استمتعت جداً بالتعمق في هذا العَالم الساحِر وارجو ان تكونوا استمتعتم ايضاً، ها قد وصلنا الى نهاية المشوار، بالطبع لن يكون آخر حديثنا فما زال امامُنا العديد مِن القصص والحكايات عَن ابطالٍ ومخلوقاتٍ ساحِرة، لكن هي خاتمة مبدئية الى أن نلتقي مجدداً.



اقرأ المَزيد هُنا:

– Ragnarok The end of the world

Norse Mythology, Robert Carlson

38 views0 comments
Post: Blog2_Post

Subscribe Form

Thanks for submitting!

bottom of page